صديق العاهل المغربي حسن أوريد عن الأمازيغية المغربية والشعبوية العربية السؤال_الصعب

صديق العاهل المغربي حسن أوريد عن الأمازيغية المغربية والشعبوية العربية: السؤال الصعب

يتناول فيديو اليوتيوب المنشور على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=wXKBRzO2lUw حوارًا معمقًا مع المفكر المغربي حسن أوريد، والذي يُعرف بقربه من القصر الملكي، حول قضيتين مركزيتين في الهوية المغربية والواقع السياسي والثقافي العربي: الأمازيغية والشعبوية العربية. الحوار، وكما يوحي العنوان، لا يطرح أسئلة سهلة، بل يتطرق إلى الجوانب المعقدة والمتشابكة لهاتين القضيتين، محاولًا تقديم تحليل نقدي ومستنير.

الأمازيغية في المغرب: هوية وتاريخ وتحديات

يشكل الأمازيغ تاريخًا وجزءًا لا يتجزأ من الهوية المغربية. يناقش الفيديو وضع اللغة والثقافة الأمازيغية في المغرب، مسلطًا الضوء على التحديات التي تواجهها في ظل هيمنة اللغة العربية والثقافة العربية. لا يقتصر النقاش على الجوانب اللغوية والثقافية، بل يتعداه إلى الجوانب السياسية والاجتماعية، حيث يتم استعراض المطالب الأمازيغية المتعلقة بالاعتراف الكامل بحقوقهم اللغوية والثقافية، وتمثيلهم في المؤسسات السياسية والإدارية، وتنمية مناطقهم التي غالبًا ما تعاني من التهميش.

يتعمق الحوار في مفهوم الأمازيغية نفسه، ويناقش التنوع الداخلي بين اللهجات والثقافات الأمازيغية المختلفة. هل يمكن الحديث عن هوية أمازيغية موحدة؟ أم أننا أمام هويات أمازيغية متعددة؟ هذا السؤال يثير إشكالات حول تمثيل الأمازيغ، وتوحيد مطالبهم، وتحديد الأولويات في النضال من أجل حقوقهم. يطرح أوريد رؤيته حول كيفية تجاوز هذه الإشكالات، والعمل على بناء هوية أمازيغية منفتحة ومتسامحة، تحترم التنوع الداخلي وتتفاعل بإيجابية مع الهويات الأخرى في المغرب.

لا يغفل الحوار عن التطرق إلى العلاقة بين الأمازيغية والإسلام. كيف يمكن التوفيق بين الهوية الأمازيغية والانتماء الإسلامي؟ هل هناك تعارض بينهما؟ أم أنهما متكاملان؟ يرفض أوريد فكرة التعارض، ويؤكد على أن الأمازيغية جزء من التراث الإسلامي المغربي، وأن الإسلام المغربي يتميز بتسامحه وانفتاحه على الثقافات المحلية، بما فيها الثقافة الأمازيغية. ويرى أن التركيز على التناقضات يخدم أجندات سياسية معينة، ويهدف إلى تفتيت الوحدة الوطنية.

الشعبوية العربية: خطاب وتعبئة ومخاطر

ينتقل الحوار إلى قضية الشعبوية العربية، وهي ظاهرة سياسية واجتماعية منتشرة في العالم العربي، تتسم بالتبسيط والتضليل والتحريض على الكراهية. يناقش الفيديو أسباب صعود الشعبوية العربية، وعلاقتها بالإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الدول العربية. يتم التركيز على دور وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر الخطاب الشعبوي، وتعبئة الجماهير، وتضخيم المشاعر السلبية.

يعرّف أوريد الشعبوية بأنها خطاب سياسي يعتمد على تبسيط القضايا المعقدة، وتقديم حلول سهلة ومباشرة، وغالبًا ما تكون غير واقعية. يعتمد الخطاب الشعبوي على استغلال المشاعر الشعبية، مثل الغضب والإحباط والخوف، وتوجيهها نحو أهداف محددة، مثل الأقليات والمهاجرين والأجانب. يهدف الخطاب الشعبوي إلى خلق انقسامات في المجتمع، وتأجيج الصراعات، وتقويض المؤسسات الديمقراطية.

يستعرض الحوار نماذج مختلفة من الشعبوية العربية، ويحلل خصائصها وأهدافها. يتم التركيز على الشعبوية الدينية، التي تستغل الدين لتحقيق أهداف سياسية، والشعبوية القومية، التي تستغل المشاعر القومية لتأجيج الصراعات الإقليمية، والشعبوية الاجتماعية، التي تستغل المشاكل الاجتماعية لتقديم حلول وهمية. يحذر أوريد من مخاطر الشعبوية، ويؤكد على أنها تهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي في العالم العربي، وتعوق التنمية والتقدم.

يشدد أوريد على أهمية مواجهة الشعبوية من خلال تعزيز التعليم والتثقيف، ونشر الوعي، وتنمية الحس النقدي، وتشجيع الحوار والتسامح، وتقوية المؤسسات الديمقراطية، وضمان حرية التعبير، ومكافحة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية. ويرى أن مواجهة الشعبوية ليست مسؤولية الحكومات فحسب، بل هي مسؤولية جميع أفراد المجتمع، من المثقفين والإعلاميين والسياسيين إلى المواطنين العاديين.

العلاقة بين الأمازيغية والشعبوية العربية

لا يكتفي الحوار بمناقشة الأمازيغية والشعبوية العربية بشكل منفصل، بل يتطرق إلى العلاقة بينهما. كيف تتفاعل هاتان الظاهرتان؟ هل هناك علاقة سببية بينهما؟ أم أنهما متوازيتان؟ يرى أوريد أن هناك علاقة معقدة بينهما، وأن الشعبوية العربية قد تستغل القضية الأمازيغية لتحقيق أهداف سياسية معينة، مثل تفتيت الوحدة الوطنية، وتأجيج الصراعات العرقية، وتقويض المؤسسات الديمقراطية.

يشير أوريد إلى أن الخطاب الشعبوي العربي غالبًا ما يتجاهل القضية الأمازيغية، أو يحاول التقليل من أهميتها، أو تشويهها. قد يتم تصوير الأمازيغ على أنهم أقلية عرقية تسعى إلى الانفصال، أو على أنهم أعداء للغة العربية والثقافة العربية، أو على أنهم عملاء للقوى الأجنبية. هذا الخطاب الشعبوي يهدف إلى تضليل الرأي العام، وتأليب الجماهير ضد الأمازيغ، وتقويض حقوقهم.

في المقابل، قد يستغل بعض الأمازيغ الخطاب الشعبوي لتحقيق أهداف سياسية معينة، مثل الحصول على المزيد من الحقوق والامتيازات، أو التعبير عن الغضب والإحباط، أو الانتقام من الظلم والتهميش. هذا الخطاب الشعبوي الأمازيغي قد يتسم بالتبسيط والتضليل والتحريض على الكراهية، وقد يؤدي إلى تفاقم الصراعات العرقية، وتقويض الوحدة الوطنية.

يؤكد أوريد على أهمية الحذر من كلا النوعين من الخطاب الشعبوي، ويدعو إلى الحوار والتفاهم والتسامح، والعمل على بناء مجتمع مغربي موحد ومتماسك، يحترم التنوع الثقافي واللغوي، ويضمن حقوق جميع أفراده.

السؤال الصعب

يختتم الحوار بالإشارة إلى أن القضيتين الأمازيغية والشعبوية العربية تطرحان السؤال الصعب حول مستقبل المغرب والعالم العربي. كيف يمكن بناء مجتمعات ديمقراطية ومزدهرة ومستقرة، تحترم التنوع الثقافي واللغوي، وتضمن حقوق جميع أفرادها، وتواجه التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟ هذا السؤال يتطلب تفكيرًا عميقًا، وتحليلًا نقديًا، وحوارًا مفتوحًا، وعملاً جادًا. لا توجد إجابات سهلة أو حلول سريعة، ولكن الأمل يكمن في القدرة على التفكير بشكل إبداعي، والعمل بشكل جماعي، والسعي نحو مستقبل أفضل للجميع.